لماذا لا يستطيع الناس العيش لأكثر 125 عاما

لماذا لا يستطيع الناس العيش لأكثر 125 عاما

سعى الكثيرون منذ الاف السنين الى العثور على حجر الفلاسفة دون جدوى، ليس فقط لغرض تحويل المعادن الرخيصة الى ذهب، ولكن أيضا لصنع اكسير الحياة.

لم يتخلى العلماء حتى يومنا هذا عن فكرة الخلود، وهناك مشاريع بمليارات الدولارات تعمل على تطوير علاجات مضادة للشيخوخة.

في سنة 2021، تشكلت ألتوس لاباس، وهي شركة تضم نخبة من العلماء في مختلف المجالات بلغت ميزانيتها حوالي 200 مليون دولار.

تسعى هذه الشركة المدعومة من قبل ثاني أغنى رجل في العالم (جيف بيزوس) الى إيجاد طريقة يمكن بها تجديد الخلايا في المختبر كما تفعل خلايا بعض الحيوانات الخالدة.

حتى ذلك الحين، لن يكون الانسان قادرًا على العيش لأكثر من 125 عامًا، وقد يتساءل البعض لماذا لا يمكننا العيش أكثر من 125 عامًا بالضبط؟

الذي يمنع الانسان من العيش لأكثر من 125 عامًا هو شيء تشرحه نظرية تعرف باسم “حد هايفليك” أو “ظاهرة هايفليك” التي سُممت على اسم عالم التشريح الأمريكي ليونارد هايفليك.

لاحظ ليونارد هايفليك أن خلايا الجلد البشرية التي تنمو في ظروف معملية تنقسم لحوالي 50 مرة قبل دخولها في مرحلة الشيخوخة، أي حتى تتوقف عن الانقسام.

حد هايفليك يشير الى ان عدد مرات انقسام الخلية البشرية محدود، وان الخلايا لا يمكنها ان تنقسم الى الابد كما كان يعتقد سابقًا.

كان ألكسيس كاريل، وهو حائز على جائز نوبل، يعتقد ان الخلايا في جسم الاسان خالدة وتستمر في الانقسام إلى أجل غير مسمى.

باستخدام الحسابات الرياضية، خلص العلماء الى ان الانقسام المحدود يجعل من المستحيل أن يعيش الانسان اليوم لأكثر من 125 عامًا.

ارتفع متوسط العمر المتوقع بشكل ملحوظ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب تطور المضادات الحيوية وحملات التطعيم وتحسن مستويات المعيشة بشكل عام.

على الرغم من ذلك، الا ان تحسن متوسط العمر توقف بعد ثمانينيات القرن الماضي، مما يشير الى ان الجسم بالفعل له حدود وأن معظم الناس لديهم سن معينة ليعيشوها.

يعتقد العلماء اليوم ان الصحة السليمة هي المفتاح لإطالة العمر، لكن ذلك لن يعني إطالة أعمارهم عن الحد المعروف الذي يضعه حد هايفليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *