ما هي أكثر قبيلة منعزلة في العالم

ما هي أكثر قبيلة منعزلة في العالم

هناك العشرات من القرى التي اختارت العزلة وتجنب الاتصال بالعالم الخارجي على الاطلاق، وهي مستعدة للقتال من أجل ذلك، لكن هناك قبيلة واحدة أكثر تشددًا من جميع القبائل الأخرى.

السينتينليز (The Sentinelese) هي قبيلة هندية تستوطن جزيرة نورث سنتينل في المحيط الهندي قبالة السواحل الجنوبية للهند شرق جزيرة سريلانكا.

يرفض سكان هذه القبيلة الاتصال مع أي شخص غريب، وكل من يقترب منهم يتعرض لسهامهم وصرخاتهم التي تحذرهم من الاقتراب أكثر.

في سنة 2019، قُتل مبشر امريكي على يد افراد من القبيلة حاول الاقتراب من جزيرتهم، وفي سنة 2006، قُتل صيادان هنديان لنفس السبب.

لماذا من المفيد لهم تجنب الاتصال مع الغرباء

تُوصي الحكومة الهندية جميع الغرباء بتجنب هذه القبيلة والاقتراب من أراضيها، كما تحاول العديد من الجماعات الحقوقية ضمان احترام رغبات هؤلاء في البقاء دون اتصال مع الاخرين.

في الواقع، ساهمت سياسة هذه القبيلة في بقائهم احياء حتى اليوم، فالكثير من القبائل الأخرى المجاورة لهم تعرضت لخسائر كارثية عندما قبلت الاتصال الأجنبي.

يمكن للغرباء حمل امراض قاتلة الى السكان الذين لا يتمتعون بأي مناعة ضدها، أو يقومون بقتل الحيوانات التي يصطادونها لتوفير الطعام، أو حتى يحتلون أراضيهم ويحولونهم الى عبيد.

ماذا نعرف عن هذه القبيلة؟

كل ما هو معروف عن هذه القبيلة يأتي من الملاحظة من على أقرب مسافة من الساحل لا يمكن للسهام الوصول اليها.

نعرف اليوم أنهم يصطادون من المياه الساحلية، ويصنعون قوارب صغيرة وضيقة جدا، ونعرف أيضا انهم ينقسمون الى ثلاثة مجموعات رئيسية.

ترتدي النساء خيوطًا من الألياف حول رأسهن يشبه التاج، واخر على الرقبة، أما الرجال، فيرتدون عقودًا وعصابات على الرأس مع حزام سميك حول الخصر.

هل تمكن أي شخص من التواصل معهم؟

وفقا لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، كانت عالمة الأنثروبولوجيا الهندية مادومالا تشاتوبادياي أول شخص معروف في التاريخ يتواصل بنجاح مع افراد هذه القبيلة.

قبل سفرها الى الجزيرة، أعطت مادومالا تعهدًا للحكومة بانها لن تطالب باي تعويض اذا تعرضت لأي إصابة او خسارة، وكان على اسرتها أيضا تقديم نفس التعهد.

في يناير 1991، اقتربت مادومالا من الساحل في قارب صغير مع عدد من زملائها، وسرعان ما ظهر رجال القبيلة حاملين لسهام واقواس مستعدين للهجوم.

بدأت مادومالا برمي ثمار جوز الهند بالقرب من مكان تواجدهم لتظهر لهم بانها جاءت بنية حسنة. أخذ السكان تلك الثمار، وشيئًا فشيئًا، بدأ الهدوء يسود المكان.

عندما شعرت مادومالا بان الأمور أصبحت أكثر ودًا، اقتربت اكثر من الساحل ونزلت الى الشاطئ، والمفاجئة، انهم رحبوا بالزوار وتركو أسلحنهم.

بعد اكثر من 19 سنة، قالت مادومالا أن القبيلة تعيش بسلام منذ عدة قرون، وان مشاكلها لم تبدأ سوى عندما حاول الغرباء إزعاجها، وأن القبيلة لا تحتاج الى الغرباء، فقط تحتاج الى أن تُترك وشأنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *